Admin Admin
المساهمات : 293 تاريخ التسجيل : 20/07/2011
| موضوع: تفسير سورة البقرة 15 الجمعة نوفمبر 04, 2011 9:34 am | |
| "ولا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل وتدلوا بها إلى الحكام لتأكلوا فريق من أموال الناس بالإثم وأنتم تعلمون "يعنى ولا تأخذوا أملاككم بينكم بالحرام وتعطوها إلى الآمرين لتأخذوا بعضا من أملاك الخلق بالعدوان وأنتم تعرفون الحق ،ينهى الله المؤمنين عن أخذ أموال وهى أملاك أى أمتعة بعضهم بالباطل وهو الحرام عن طريق أن يدلوا بها للحكام والمراد عن طريق -التوسل ببعض المال أو غيره من متاع الدنيا وهو- دفع الرشوة للحكام وهم الآمرين سواء كانوا قضاة محاكم أو ولاة على وظيفة ما من أجل التالى أكل فريق من أموال الناس بالإثم والمراد أخذ بعض من أملاك وهى حقوق الآخرين بالظلم وهؤلاء الفاعلين الرشوة يعلمون الحق وهو حرمة الرشوة وأخذ أموال الناس بالباطل ووجوب عقاب المشتركين فى هذه الجريمة،والخطاب للمؤمنين. "يسألونك عن الأهلة قل هى مواقيت للناس والحج وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون"قوله "يسألونك عن الأهلة "يعنى يا محمد(ص)يستفهمون منك عن الأهلة ،وهذا يعنى أن المسلمين سألوا الرسول (ص)عن الأهلة وهى القمر فى أول الشهور ما سبب وجوده ؟فقال الله لهم "قل هى مواقيت للناس والحج " يعنى قل لهم يا محمد(ص)هى محددات لحقوق الخلق والزيارة للكعبة ،يطلب الله من رسوله (ص) أن يعرف المسلمين أن الأهلة عبارة عن مواقيت أى محددات تحدد للخلق مواعيد حقوقهم كالديون وعدة المطلقة والأرملة ومحددات للحج وهو زيارة الكعبة فى الشهور الأربعة الحرم ،وقوله "وليس البر أن تأتوا البيوت من ظهورها"يعنى وليس من الإسلام أن تدخلوا المساكن من سطوحها ،يبين الله للمؤمنين أن البر وهو الإسلام ليس منه إتيان البيوت من ظهورها والمراد ليس مباحا فيه دخول المساكن من سطوحها وإنما الواجب دخولها من أبوابها وقوله"ولكن البر من اتقى "يفسره قوله بنفس السورة "لكن البر من أمن بالله واليوم الأخر والملائكة والكتاب والنبيين "فالبر وهو المسلم هو من اتقى أى أمن بكل ما طلب الله منه الإيمان به وعمل به والمعنى ولكن المسلم من أطاع حكم الله ،يبين الله للمسلمين أن البر وهو المسلم هو من اتقى أى خاف عذاب الله فأمن وأطاع حكم الله،وقوله "وأتوا البيوت من أبوابها"يعنى وادخلوا المساكن من مداخلها المعروفة ،يطلب الله من المسلمين أن يأتوا البيوت من أبوابها والمراد أن يدخلوا المساكن من مداخلها التى بناها الناس مطلة على الشوارع ،وقوله "واتقوا الله لعلكم تفلحون "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "اعبدوا ربكم الذى خلقكم والذين من قبلكم لعلكم تتقون "فتقوى الله هى عبادته أى طاعة حكمه وتفلحون تفسرها تتقون والمعنى أطيعوا الله لعلكم ترحمون أى اعبدوا الله لعلكم تتقون ،يطلب الله من المسلمين أن يتقوه أى يعبدوه أى يطيعوا حكمه لعلهم يفلحون أى يرحمون والمراد يدخلون الجنة ومعنى الآية يستفهمون منك عن القمر فى بداية الشهور قل هو محددات لحقوق الخلق وزيارة الكعبة وليس من الإسلام أن تدخلوا المساكن من سطوحها ولكن المسلم من أطاع حكم الله وادخلوا المساكن من مداخلها المعروفة وأطيعوا حكم الله لعلكم ترحمون والخطاب للنبى(ص) والخطاب من النبى (ص)موجه للسائلين. "وقاتلوا فى سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين"يفسره قوله تعالى بسورة النساء "فقاتلوا أولياء الشيطان "وقوله بسورة التوبة "وجاهدوا فى سبيل الله "وقوله بسورة آل عمران "فإن الله لا يحب الكافرين " فقاتلوا تعنى جاهدوا كما بسورة التوبة والذين يقاتلونكم هم أولياء الشيطان كما بسورة النساء والمعتدين هم الكافرين كما بسورة آل عمران والمعنى وجاهدوا فى نصر دين الله الذين يحاربونكم ولا تظلموا إن الله لايثيب الظالمين ،يطلب الله من المؤمنين أن يقاتلوا الذين يقاتلونهم والمراد أن يحاربوا الكفار الذين يحاربونهم ،ويطلب منهم ألا يعتدوا أى يظلموا والمراد ألا يبدءوا بالحرب والسبب هو أن الله لا يحب المعتدين أى لا يثيب الظالمين والمراد يعاقب الذين يبدءون بالعدوان ،والخطاب للمؤمنين وما بعده وما بعده وما بعده. "واقتلوهم حيث ثقفتموهم وأخرجوهم من حيث أخرجوكم والفتنة أشد من القتل ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين"قوله "واقتلوهم حيث ثقفتموهم "يفسره قوله تعالى بسورة النساء "واقتلوهم حيث وجدتموهم "فثقفتموهم تعنى وجدتموهم والمعنى وحاربوهم مكان لقيتموهم ،يطلب الله من المؤمنين أن يقاتلوا الكفار حيث ثقفوهم والمراد أن يحاربوهم فى أى مكان يجدوهم فيه ،وقوله "وأخرجوهم من حيث أخرجوكم "يعنى واطردوهم من حيث طردوكم ،يطلب الله من المؤمنين أن يخرجوا الكفار من حيث أخرجوهم والمقصود أن يطردوهم من بلادهم كما سبق وطردوا المسلمين من بلادهم ،وقوله "والفتنة أشد من القتل "يفسره قوله بنفس السورة "والفتنة أكبر من القتل " فأشد تعنى أكبر والمعنى والطرد أعظم من الذبح ،يبين الله للمؤمنين أن الفتنة وهى طرد الناس من بيتهم أعظم ذنبا عند الله من القتل وهو الذبح كما قال بنفس السورة "والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله " ،وقوله "ولا تقاتلوهم عند المسجد الحرام حتى يقاتلوكم فيه "يفسره قوله بنفس السورة "فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم "فالقتال من الكفار هو الاعتداء والمعنى ولا تحاربوهم بجوار مكان البيت الحرام حتى يحاربوكم عنده،يطلب الله من المؤمنين ألا يقاتلوا أى ألا يحاربوا الكفار بجوار المسجد الحرام حتى يكون الكفار الذين يقاتلون أى يبدءونهم بالحرب بجواره،وقوله "فإن قاتلوكم فاقتلوهم كذلك جزاء الكافرين "يفسره قوله تعالى بسورة الحشر"وذلك جزاء الظالمين "فالكافرين هم الظالمين والمعنى فإن حاربوكم فاذبحوهم هكذا عقاب الظالمين ،يطلب من المؤمنين أن يقتلوا أى يذبحوا الكفار إن هم قاتلوهم أى بدءوهم بالقتال فى مكة وذبح الكفار هو جزاء الكافرين أى عقاب الظالمين ومعنى الآية واذبحوهم حيث وجدتموهم واطردوهم من حيث طردوكم والطرد أعظم ذنبا من الذبح ولا تحاربوهم بجوار البيت الحرام حتى يبدءوكم بالحرب فإن بدءوكم بالحرب فاذبحوهم هكذا عقاب الظالمين . "فإن انتهوا فإن الله غفور رحيم "يفسره قوله تعالى بسورة التوبة "فإن تابوا وأقاموا الصلاة وأتوا الزكاة فإخوانكم فى الدين " فانتهوا تعنى تابوا والمعنى فإن تركوا الكفر فإن الله عفو رءوف ،يبين الله للمؤمنين أن الكفار إن انتهوا أى تابوا عن كفرهم فالله غفور رحيم أى يعفو عن كفرهم السابق ويرأف بهم فيدخلهم الجنة والمعنى فإن تابوا فإن الله عفو نافع للتائبين . "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين "قوله "وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة"ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردونكم عن دينكم إن استطاعوا "فالفتنة هى رد المسلمين عن دينهم والمعنى وحاربوهم حتى لا تكون ردة ،يطلب الله من المسلمين أن يقاتلوا أى يحاربوا المعتدين والسبب حتى لا تحدث فتنة أى ردة عن الإسلام فالحرب هى للحفاظ على إسلام المسلمين ،وقوله "ويكون الدين لله "يعنى ويصبح الحكم لله ،يفسر الله عدم الفتنة بأنه كون الدين لله والمراد أن يصبح الحكم لوحى الله سارى على أهل الأديان جميعا ،وقوله"فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين "يعنى فإن تابوا فلا قتال إلا للمعتدين ،يبين الله للمسلمين أن الكفار المعتدين إن انتهوا أى تابوا عن الحرب فلا عدوان إلا على الظالمين والمراد لا حرب إلا مع المعتدين الذين يحاربون المسلمين ومعنى الآية وحاربوهم حتى لا تحدث ردة عن الإسلام أى يصبح الحكم لله فإن تركوا الحرب فلا حرب إلا على المقاتلين لنا. "الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليهم بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة النحل"وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به "وقوله بسورة الحج"إن الله يدافع عن الذين أمنوا "وقوله بسورة البقرة "فاتقوا النار""فالشهر بالشهر والحرمات قصاص ورد الاعتداء هو عقاب من عاقبوا المسلمين وكون الله مع المتقين هو دفاعه عن المؤمنين واتقاء الله هو اتقاء النار والمعنى انتهاك الشهر الأمن بانتهاك الشهر الأمن والاعتداء على الحرمات إتباع فمن أذاكم فأذوه بعمل الذى أذاكم به وأطيعوا الله واعرفوا أن الله ناصر المطيعين ،يبين الله للمؤمنين أن الشهر الحرام بالشهر الحرام والمراد أن وقوع الاعتداء على المسلمين فى الشهر الأمن يبيح لهم رد الاعتداء فى الشهر الحرام سواء نفس الشهر أو غيره ،وفسره لهم أن الحرمات قصاص والمراد أن انتهاك حرمة أى شىء محرم بالاعتداء لابد للمسلمين فيه من القصاص وهو رد العدوان ،وفسر هذا بأن عليهم الاعتداء على من اعتدى عليهم أى عليهم إيذاء المعتدين كما أذوهم بالمثل وهو نفس العمل سواء كان مساويا فى المقدار أو أكثرحتى يطلب الكفار السلام ،ويطلب الله منهم أن يتقوا الله أى يطيعوا حكم الله خوفا من عقابه ،ويبين لهم أن الله مع المتقين أى أن الله ينصر المطيعين لحكمه فى الدنيا والآخرة والخطاب للمؤمنين وما بعده. "وأنفقوا فى سبيل الله ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وأحسنوا إن الله يحب المحسنين "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة"وقاتلوا فى سبيل الله"و "فاتقوا النار "وقوله بسورة الحجرات "وأقسطوا إن الله يحب المقسطين " فأنفقوا تعنى قاتلوا أى عدم إلقاء الأيدى فى التهلكة هو اتقاء النار وأحسنوا يعنى أقسطوا والمحسنين هم المقسطين والمعنى واعملوا على نصر دين الله أى لا تذهبوا بأنفسكم إلى العذاب أى أصلحوا إن الله يثيب المصلحين،يطلب الله من المؤمنين أن ينفقوا فى سبيل الله أى أن يعملوا على نصر دين الله بطاعته وفسر هذا بنهيهم عن أن يلقوا أيديهم إلى التهلكة والمراد ألا يدخلوا أنفسهم إلى النار بعصيانهم لدين الله وفسر هذا بأن طلب منهم أن يحسنوا أى يصلحوا والمراد أن يطيعوا دين الله ،ويبين الله لهم أنه يحب المحسنين أى يثيب المصلحين برحمته فى الدنيا والآخرة . "وأتموا الحج والعمرة لله فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام واتقوا الله واعلموا أن الله شديد العقاب "قوله "وأتموا الحج والعمرة لله "يفسره قوله تعالى بسورة آل عمران "ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا "فإتمام الحج والعمرة هو وجوب حج البيت لله على من استطاع الوصول له والمعنى وافعلوا الحج والعمرة لله ،يطلب الله من المؤمنين إتمام الحج والعمرة له والمراد فعل زيارة الكعبة فى أيام الحج وزيارة الكعبة فى الأشهر الحرام مرة له أى استجابة لأمر الله ،وقوله "فإن أحصرتم فما استيسر من الهدى "يعنى فإن انتهيتم فما قدرتم من الأنعام ،يبين الله للمؤمنين أنهم إذا أحصروا أى انتهوا من أعمال الحج والعمرة فالواجب عليهم ذبح ما استيسر من الهدى والمراد ذبح ما قدروا على شراءه من الأنعام ،وقوله "ولا تحلقوا رءوسكم حتى يبلغ الهدى محله "يعنى ولا تزيلوا نامياتكم حتى تصل الأنعام للكعبة ،ينهى الله المؤمنين عن حلق رءوسهم أى عن إزالة الناميات فى الجسم وهى الأظافر والشعور بالتقصير أو بالإزالة الكاملة حتى يبلغ الهدى محله والمراد حتى وقت ذبح الأنعام فى المشعر الحرام بالبيت الحرام فى مكة فبعد الذبح يحق لهم حلق الرءوس،وقوله "فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك "يعنى فمن كان منكم عليلا أى به ضرر من ناميته فكفارة من امتناع عن الطعام والشراب والجماع أو نفقة أو ذبح ،يبين الله للمؤمنين أن المريض وهو العليل وقصد به من به أذى من رأسه والمراد الذى يوجد فى شعره أو أظافره إصابة تجعله لا يقدر على تحمل وجودها يجب عليه فدية أى كفارة من ثلاث :الأولى الصيام وهو الامتناع عن الطعام والشراب والجماع لمدة عشرة أيام ثلاث فى الحج وسبعة فى بلده بعد الرجوع والثانية الصدقة وهى نفقة عشرة مساكين والثالثة النسك وهى ذبح بهيمة من الأنعام عند المشعر الحرام ،وقوله "فإذا أمنتم فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدى"تعنى فإذا اطمأننتم فمن انتفع بالعمرة حتى الحج فما وجد من الأنعام ،يبين الله للمؤمنين أنهم إن أمنوا أى اطمأنوا فى إقامتهم بمكة فعلى من تمتع بعمل العمرة قبل الحج ثم حج فالواجب عليه ما استيسر من الهدى أى ما قدر على شراءه و هو ما ذبحه من الأنعام قبل الحج فالعمرة لها هدى ،ومن هنا نعرف أن العمرة تؤدى بمفردها أو مع الحج ،وقوله" فمن لم يجد فصيام ثلاثة أيام فى الحج وسبعة إذا رجعتم تلك عشرة كاملة ذلك لمن لم يكن أهله حاضرى المسجد الحرام "يعنى فمن لم يلق مالا فامتناع ثلاثة أيام فى وقت الحج وسبعة إذا عدتم لبلدكم تلك عشرة تامة ذلك لمن لم تكن أسرته مجاورين البيت الأمن ،يبين الله للمؤمنين أن الحاج الذى لا يجد أى يلقى مالا لشراء ذبيحة عليه بصيام ثلاثة أيام فى البيت الحرام فى مكة وسبعة أيام إذا رجعوا أى عادوا لبلدهم وأما من يكون أهله حاضر المسجد الحرام والمراد أسرته مقيمة فى مكة خارج المسجد فعليه صيام عشرة أيام متتابعة ،وقوله "واتقوا الله "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة "واتقوا النار" فاتقاء الله هو اتقاء النار والمعنى وخافوا نار الله فأطيعوا حكمه،وقوله "واعلموا أن الله شديد العقاب"يفسره قوله بنفس السورة "وأن الله شديد العذاب "فالعقاب هو العذاب والمعنى واعرفوا أن الله عظيم العذاب ،ومعنى الآية وافعلوا الحج والعمرة فإن انتهيتم من أعمالهما فما وجدتم من الأنعام ولا تزيلوا شعوركم وأظافركم حتى تصل الذبائح مكانها فمن كان منكم عليلا أو به ضرر من شعره أو أظافره فكفارة إمتناع عشرة أيام أو إطعام عشرة مساكين أو ذبيحة فإذا اطمأننتم فمن انتفع بالعمرة إلى الحج فما وجد من الأنعام فمن لم يلق أنعاما فامتناع ثلاثة أيام فى مكة وسبعة إذا عدتم لبلدكم تلك عشرة تامة ذلك لمن لم يكن أسرته مجاورين البيت الحرام وأطيعوا الله واعرفوا أن الله عظيم العذاب والخطاب للمؤمنين وما بعده وما بعده وما بعده. "الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج وما تفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب " قوله"الحج أشهر معلومات "يعنى الزيارة شهور معروفات ،يبين الله لنا أن الحج وهو زيارة مكة تكون فى شهور معلومة هى الأشهر الحرام، وقوله "فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال فى الحج "يعنى فمن نوى فيهن الزيارة فلا جماع ولا عيب ولا محاجة فى الزيارة ،يبين الله للمؤمنين أن من فرض أى نوى الحج وهو زيارة الكعبة فالواجب عليه هو عدم الرفث أى عدم جماع الزوج والفسوق وهو العيب أى اللمز فى الآخرين والجدال وهو المراء والحجاج فى الموضوعات المختلفة ،وقوله "وما تفعلوا من خير يعلمه الله "يفسره قوله تعالى بسورة البقرة"وما تقدموا لأنفسكم من خير تجدوه عند الله " ففعل الخير هو تقديم الخير للنفس وعلم الله به يعنى وجود ثوابه عند الله الذى علم به والمعنى وما تعملوا من صالح يعرفه الله ،يبين الله للمؤمنين أن ما يفعلوا من خير أى ما يصنعوا من عمل صالح يعلمه الله أى يعرفه الله ويثيب عليه ،وقوله "وتزودوا فإن خير الزاد التقوى واتقون يا أولى الألباب"يفسره قوله تعالى بسورة الزمر "يا عباد فاتقون "وقوله بسورة الحشر"فاعتبروا يا أولى الأبصار" وقوله بسورة التغابن "وأنفقوا خيرا لأنفسكم "فالتزود بخير الزاد هو إنفاق الخير وأولى الألباب هم أولى الأبصار هم عباد الله والمعنى واعملوا فإن أفضل العمل الطاعة لله أى اتبعون يا أصحاب العقول،ومعنى الآية زيارة بيت مكة فى شهور محرمات فمن نوى فيهن الزيارة فلا جماع ولا عيب ولا حجاج وما تعملوا من صالح يعرفه الله وأصلحوا فإن أحسن العمل الصالح أى أطيعون يا أصحاب الأبصار. "ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين "يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة "فلا إثم عليه "وقوله بسورة العنكبوت "فابتغوا عند الله الرزق "وقوله بسورة الحج "ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الأنعام"فالجناح هو عقاب الإثم بسورة البقرة والفضل هو الرزق المبتغى بسورة العنكبوت وذكر الله يكون على ما رزقهم من الأنعام والمعنى ليس عليكم عقاب أن تطلبوا رزقا من إلهكم فإذا دخلتم من عرفات فرددوا اسم الله عند المذبح الأمن ورددوه كما علمكم وإن كنتم من قبله لمن الكافرين ،يبين الله للمؤمنين أن ليس عليهم جناح أى عقاب إذا ابتغوا فضل من ربهم والمراد إذا طلبوا رزقا من الله سواء دنيوى أو أخروى ،ويبين لهم أنهم إذا أفاضوا أى دخلوا من عرفات وهو أول جزء يقابل داخل الكعبة فعليهم ذكر الله عند المشعر الحرام والمقصود ترديد اسم الله وهو القرآن فى مكان الذبح بالبيت الحرام بمكة والواجب هو ذكر الله كما هداهم أى ترديد اسم الله كما علمهم الله فى الوحى ،ويبين الله لهم أنهم كانوا قبل الذكر وهو الهدى وهو الوحى ضالين أى كافرين ولكنهم أسلموا فيما بعد ،والخطاب للمؤمنين وما بعده وما بعده. "ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم " يفسر الآية قوله تعالى بسورة النور "وتوبوا إلى الله جميعا أيه المؤمنون"فاستغفار الله هو التوبة إليه والمعنى ثم سيروا من حيث سار الخلق وتوبوا لله إن الله تواب نافع ،يطلب الله من المؤمنين الإفاضة من حيث أفاض الناس والمراد السير من حيث سار الأخرون من الناس وهذا يعنى أن يسير المسلمين مع بقية الناس دون تفرقة إلى ما بعد عرفات ،ويطلب منهم أن يستغفروه أى يتوبوا إليه والمراد أن يطلبوا منه العفو عن ذنوبهم ،ويبين لهم أنه غفور رحيم أى تواب لمن تاب نافع له بالرحمة وهى الجنة فى الآخرة والنصر فى الدنيا . "فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وما له فى الآخرة من خلاق "يفسر الآية قوله تعالى بسورة البقرة "فاذكروا الله فى أيام معدودات " وقوله بسورة آل عمران "منكم من يريد الدنيا "وقوله بسورة الشورى "ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وماله فى الآخرة من نصيب "فذكر الله بعد قضاء المناسك هو ذكر وحى الله فى أيام معدودة وهو قراءة القرآن وتفسيره الإلهى وطلب الحسنة فى الدنيا هو كما بسورة الشورى طلب حرث الدنيا أى إرادتها كما بسورة آل عمران والخلاق هو النصيب كما بسورة الشورى والمعنى فإذا ذبحتم أنعامكم فرددوا اسم الله كترديدكم أسماء آباءكم أو أعظم ترديدا ،فمن الخلق من يقول إلهنا أعطنا فى الأولى وليس له فى الجنة من نصيب ،يطلب الله من الحجاج والعمار إذا قضوا مناسكهم والمراد إذا ذبحوا أنعامهم المهداة للكعبة أن يذكروا الله أى أن يرددوا الوحى وهو القرآن وتفسيره الإلهى بشرط أن يكون ذكر الله كذكر الأباء والمراد كترديد أقوال الأباء أو أشد ذكرا والمراد أكثر ترديدا للقرآن ،ويبين الله للمؤمنين أن من الناس وهم البشر جماعة يقولون :ربنا أتنا فى الدنيا أى إلهنا اعطنا رزق الأولى ،فهم يريدون متاع الدنيا فقط وليس لهم فى الآخرة من خلاق والمراد وليس لهم فى الجنة من مكان أى نصيب ،والغرض من إخبار المؤمنين بهذا هو نهيهم عن طلب متاع الدنيا وحده. "ومنهم من يقول ربنا آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار أولئك لهم نصيب مما كسبوا والله سريع الحساب"يفسر الآية قوله تعالى بسورة يونس"لهم البشرى فى الحياة الدنيا وفى الآخرة"وقوله بسورة آل عمران "أولئك لهم أجرهم عند ربهم إن الله سريع الحساب"وقوله بسورة الشورى "من كان يريد حرث الآخرة نزد له فى حرثه "فالحسنة الأخروية هى الأجر هى حرث الآخرة هى البشرى فى الدنيا والآخرة والمعنى ومنهم من يدعو :إلهنا أعطنا فى الأولى نصرا وفى القيامة جنة وامنع عنا عقاب جهنم أولئك لهم النصر بما عملوا والله عظيم الجزاء ،يبين الله للمؤمنين أن من الناس وهم الخلق فرقة تقول أى تدعو الله:ربنا أتنا فى الدنيا حسنة والمراد إلهنا أعطنا فى الأولى نصرا أى حكمنا بدينك فى الخلق فهم يطلبون من الله أن يحكمهم فى الدنيا عن طريق تنفيذ حكم الله ويدعون :وفى الآخرة حسنة والمراد وأدخلنا فى القيامة الجنة فهم يطلبون من الله إدخالهم الجنة يوم القيامة ويدعون وقنا عذاب النار أى وامنع عنا ألم النار فهم يطلبون إبعادهم عن دخول جهنم فى القيامة ،ويبين لنا أن هؤلاء لهم نصيب مما كسبوا أى لهم النصر فى الأولى والنصر وهو الرحمة فى الآخرة والسبب الذى عملوا فى الدنيا من الصالحات،ويبين الله لنا أنه سريع الحساب أى عظيم الجزاء والمراد أنه بعد موت كل فريق يدخل الأوائل النار ويدخل الأواخر الجنة ،والخطاب للمؤمنين وما بعده. "واذكروا الله فى أيام معدودات فمن تعجل فى يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى واتقوا الله واعلموا أنكم إليه تحشرون" يفسر الآية قوله تعالى بسورة الحج "ويذكروا اسم الله فى أيام معلومات "وقوله بسورة البقرة "فلا جناح عليه"وقوله بسورة التغابن "وأطيعوا الله "وقوله بسورة القصص"وإليه ترجعون" فالأيام المعدودات هى المعلومات كما بسورة الحج والإثم هو الجناح كما بسورة البقرة واتقوا هى أطيعوا كما بسورة التغابن وتحشرون هى ترجعون كما بسورة القصص والمعنى ورددوا اسم الله فى أيام معلومات فمن أسرع فى يومين فلا عقاب عليه ومن أجل فلا عقاب عليه وأطيعوا الله واعرفوا أنكم إليه ترجعون ، يطلب الله من الحجاج أن يذكروا الله فى أيام معدودات والمراد أن يرددوا القرآن وتفسيره الإلهى أى أن يقرئوا القرآن وتفسيره الإلهى فى أيام معلومات أقلها يومين لمن تعجل أى أسرع فى العودة لبلده وأكثر من يومين لمن تأخر أى أجل عودته لبلده أكثر من يومين ويبين الله لنا أن المتعجل والمتأخر ليس عليهما إثم أى جناح أى عقاب ممثل فى الكفارة من صيام أو نفقة أو نسك ،ويطلب الله منا فيقول اتقوا الله أى أطيعوا حكم الله ويطلب منا أن نعلم أننا إليه نحشر والمراد أن نعرف أننا إلى جزائه نعود يوم القيامة. | |
|