Admin Admin
المساهمات : 293 تاريخ التسجيل : 20/07/2011
| موضوع: أنا وهى والموسيقى3و4 الجمعة أغسطس 19, 2011 10:02 am | |
| (3) كان الأب يعمل فى حديقة البيت حيث يقوم بعملية عزق لحوض الزهور وعند ذلك جاء حسين وقال أريد أن أتحدث معك قال الأب وهو يعزف خيرا إن شاء الله قال الفتى متسائلا هل هناك كلية يتم تدريس الموسيقى فيها ؟وضع الأب المنقرة جانبا وأجاب قائلا توجد هذه الكلية تساءل حسين قائلا ما هيه ؟أجاب الأب وهو يجلس على الأرض إن تخصص الموسيقى واحد من تخصصات كلية الإعلام فابتسم الفتى وقال إذا سأدخل هذه الكلية فقال الأب ضاحكا لم يعارض أحد فى دخولك كلية الإعلام ولن يعارض أحد فى تخصصك فى الموسيقى ولكن عليك أن تعرف حقيقة تساءل حسين قائلا ما هيه الحقيقة التى يجب أن أعرفها ؟أجاب الأب قائلا إن الموسيقى مثل أى مخلوق فى الوجود ابتلاء وقال حسين ماذا تقصد يا أبى ؟أجاب الأب فقال أقصد أنها ككل شىء من الممكن أن تكون مصدرا لضرر الإنسان ومن الممكن أن تكون لنفع الإنسان فقال حسين ومن الذى يجعلها تضر وتنفع ؟رد الأب قائلا إنه الإنسان الذى يستعملها فهو وإن استعملها فى الشرور ضرته وإن استعملها فى الخير نفعته قال حسين مبتسما هذه نصيحة غالية قال الأب وهو يمسك بالمنقرة توكل على الله واجعل نصب عينيك أن تفيد المسلمين بموسيقاك . (4) جلس حسن ورضا ووالد حسين فى مكتبة البلدة العامة فى ركن بعيد عن الأخرين وأمام كل واحد منهم كتاب فى تخصص الموسيقى وبعد أن ملوا من القراءة قال الأب إن دراسة الموسيقى تبدو صعبة فى أول الأمر لأننا نقرأ الكثير عنها مرة واحدة ولكنها فى الحقيقة ستكون سهلة فى الكلية لأن الدراسة قائمة على أساس التدرج وعلى أساس تدريس جزء معين كل يوم ،قال رضا وهو ينظر فى الكتاب نظرة سريعة : تكاثرت الظباء على خراش فما يدرى خراش ما يصيد فهنا المعلومات كثيرة قد هجمت علينا مرة واحدة والواحد منا غير قادر على إستيعابها كلها قال الأب ضاحكا إن قراءتكم لكتب الموسيقى فى المكتبة مهما تكن غير مجدية عندكم فهى ستفيدكم فى التفوق فى الدراسة فقال حسين وهو يقفل الكتاب المفروض فى دراسة أى أمر هو تعريفه الصحيح ورغم وجود تعاريف للموسيقى فى الكتب مثل لغة عالمية يشترك فى فهمها والإحساس بها الناس جميعا على اختلاف لغاتهم وذلك لأصولها الموحدة من حيث الرمز أو الإشارات الدالة على الصوت أو الزمن المكونان لعناصر الموسيقى ومثل لغة تكاد أن تنطق إلا أنها عاجزة عن النطق فإنها تعريفات مبهمة لا توضح ماهية الموسيقى فقال رضا حقا إن الموسيقى شىء غامض قال الوالد وهو يضحك إن وارث علم النبوة عرفها بأنها أصوات لا معنى لها فى الأصل يكسبها الإنسان المعنى فقال رضا متسائلا ماذا يقصد بهذا التعريف أجاب الأب قائلا إن الأصوات الموسيقية الصادرة من الآلات ليس لها معنى فهى مثل خرير المياه لا معنى له عندنا ومثل اصطدام السيوف المسمى القعقعة والإنسان هو الذى يعطى المعنى لأصوات الموسيقى فيقول مثلا هذه أغنية كذا أو قصيدة أو تعبير عن كذا فقال حسين هذا يعنى أن الموسيقى كائن محايد يرمز مخترعها بها إلى المعنى الذى يريده فقال الأب وهو يضع يده على الكتاب إن أفضل تشبيه للموسيقى هو الملابس فالملابس كائن محايد ولكننا نكسبه معنى فنقول على نوع معين ملابس الحداد وعلى نوع معين ملابس العرس وعلى نوع أخر ملابس العمل وعلى نوع أخر ملابس النوم وعلى نوع أخر ملابس ملابس الرياضة وهكذا والموسيقى نفعل معها كذلك فنقول على نوع معين جنائزى وعلى نوع أخر راقصة وعلى نوع أخر عاطفية وعلى نوع أخر وطنية وعلى نوع أخر دينية وهى تسمية خاطئة فقال رضا ضاحكا هذا الأمر يذكرنى بقول المعرى: غير مجد فى ملتى واعتقادى نوح باك أو ترنم شاد شبيه صوت الناعى بصوت البشير فى كل ناد فالصوت هنا كائن محايد يعبر عن النعى وعن البشارة وهذا يفيد تشابهما كما يقول المعرى فقال حسين إذا من الجائز أن تكون موسيقى معينة عند شعب ما معناها الفرح وعند شعب أخر معناها الحزن فضحك الأب وقال كلام سليم وفى الملابس لنا حجة فتساءل رضا ما هيه هذه الحجة ؟فقال الأب فى الشعوب الإسلامية ملابس الحزن تختلف من بلد لأخر فمثلا ترتدى نساء مصر ملابس سوداء بينما ترتدى نساء إندونسيا ملابس بيضاء فقال حسين هذا يعنى أن لكل موسيقى الحق فى أن يعطى أى قطعة موسيقية المعنى الذى يريد فقال الأب ضاحكا هذا كلام حق ولكن هناك نقطة يجب التنبه لها فتساءل حسين اذكرها فرد الأب إن الموسيقار لو خالف ما اعتاده أهل الموسيقى والناس فى بلده من إطلاق المعانى على أنواع الموسيقات لن يكون له سوق وسيقابل بالإستهجان وسيقال فى حقه أنه غبى لا يفهم فقال رضا إذا فالعادات الموسيقية تحكم عمل الموسيقار فقال الأب مثلما تحكم العادات اللباسية عمل الناس فمثلا لو أن امرأة فى مصر ذهبت لمأتم بملابس بيضاء ستكون موضع انتقاد النساء وسيتم اتهامها بأنها شامتة فى المرحوم وأنها كانت تحب موتاه فقال حسين معنى هذا هو وجوب مسايرتنا للعادات بإستمرار فرد الأب إن العادات لا يجب علينا مسايرتها كلها وإنما يجب علينا مسايرة البعض الصحيح منها ولا أقصد بالصحيح أن العادة وحدها صحيحة ولكنها وضدها صحيح مثل الملابس البيضاء والسوداء فى المأتم والمسايرة فى هذا البعض إنما هى واجبة لإتقاء حدوث مشاكل بسبب مخالفتها ممن لا يفهمون أن الشىء وضده قد يباحان | |
|