نظام البعث والضغوط الخارجية
تتزايد الضغوط على نظام البعث فى سوريا من قبل معظم دول حتى الدول الصديقة له كى يتراجع عن التعامل بعنف مع الثائرين فبعض الدول استدعت سفرائها لدى دمشق وبعض الدول هددت النظام السورى صراحة باستعمال القوة وبعض الدول تعمل على تقديم أركان حزب البعث لمحاكمة دولية كمجرمى حرب وبعض الدول تعمل على فرض عقوبات اقتصادية وتجميد أرصدة المسئولين السوريين فى الخارج .
والسؤال هل ستفلح هذه الضغوط فى اثناء النظام عن عنفه ووحشيته تجاه المتظاهرين ؟
أعتقد أن الإجابة هى كلا فالنظام أصبح يتعامل مع شعبه بطريقة :
قاتل أو مقتول وليس هناك وسط ورغم ما يظهر بين الفينة والفينة من تصريحات عن النظام عن التصريح بوجود أحزاب وتغيير المادة الثامنة من الدستور التى تنص على قيادة حزب البعث وحده لحكم سوريا فإنها تصريحات لتهدئة الضغوط الخارجية ولكنها لا تفعل على أرض الواقع فالنظام لو كان يريد إصلاحا لفعل بالحوار مع المعارضة ولكنه لم يفعل .
كما قلنا النظام تصور أنه نتيجة القتل المستمر على مدار ستة أشهر فإن الشعب لن يتسامح معه حتى ولو تحاور معهم وأفضى الحوار لتخلى النظام عن الحكم ومن ثم فهو سيعمل على قتل أكبر عدد ممكن من الشعب فى الأيام القادمة حتى يظل فى الحكم أو يدمر البلد على حسب اعتقاد القائل :
أنا ومن بعدى الطوفان .
وكما قلت سابقا فى مقالات أخرى لن يتخلى نظام بشار عن دمويته ما لم يقم الثوار بالرد بالمثل فشعار سلمية سلمية قد فات أوانه ولن يتورع النظام بحزبه وطائفته عن قتل معظم الشعب حتى تكون له الأكثرية فى السكان أو ينحازوا بعدتهم وعتادهم إلى منطقة أكثريتهم ويقيموا لهم دولة على جزء من أرض سوريا .
كان من الممكن أن يقال أن الحزب منفصل عن الطائفة عن الجيش ولكن أمام تماسك الحزب والطائفة والجيش طوال هذه الفترة بحيث لم يظهر منهم أحد خرج على النظام من داخل الحزب والطائفة فإن حل الأمر لن يكون إلا عبر حمل السلاح وعلى ثوار سوريا أن يختاروا النصر أو الموت عبر الشهادة فى ساحات القتال أو عبر القتل فى ساحات التظاهر دون أن يكون لقتلهم فائدة تذكر