Admin Admin
المساهمات : 293 تاريخ التسجيل : 20/07/2011
| موضوع: تفسير سورة البقرة6 الجمعة سبتمبر 02, 2011 9:25 am | |
| "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون "قوله "أفتطمعون أن يؤمنوا لكم"يفسره قوله بسورة النساء"أتريدون أن تهدوا من أضل الله"فطمع المؤمنين فى إيمان المنافقين هو إرادتهم أن يهدوا من أضل الله والمعنى هل تريدون أن يصدقوا بحكمكم ؟والغرض من السؤال هو إخبار المؤمنين أن القوم لن يصدقوا برسالة المؤمنين مهما فعلوا وقوله "وقد كان فريق منهم يسمعون كلام الله ثم يحرفونه من بعد ما عقلوه وهم يعلمون "يفسره قوله بسورة النساء"من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه"وقوله بسورة الفتح "يريدون أن يبدلوا كلام الله"فتحريف الكلام الإلهى هو تبديله هو إبعاده عن مواضعه والمعنى وقد كان جمع من المنافقين ينصتون لوحى الله ثم يبدلونه من بعد ما فهموه وهم يعرفون عاقبة التحريف ،يبين الله للمسلمين أن من المنافقين فريق أى جماعة كانت تسمع كلام الله أى كانت تنصت للرسول (ص)والمسلمين عند قراءتهم للوحى فيعقلوه أى فيفهموا مراد الله منه بعد أن يفسره الرسول (ص)وبعد أن يتركوه يحرفوا كلام الله أى يبعدوه عن مراد الله بإدخال بعض الكلمات أو الجمل التى تغير المعنى الذى أراده الله فيه وقد كان هذا الفريق يعلم أى يعرف عقوبة الله لمن يحرف كلامه ومعنى الآية هل تتمنون أن يصدقوا بدينكم وقد كان بعض منهم يعرفون حكم الله ثم يغيرونه من بعد ما عرفوه وهم يعرفون عقاب المغير لدين الله ؟ والخطاب هنا محذوف وهو للذين آمنوا . "وإذ لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم أفلا تعقلون "قوله "وإذا لقوا الذين أمنوا قالوا أمنا "يفسره قوله بسورة المائدة "وإذا جاءوكم قالوا أمنا "فأهل النفاق إذا لقوا أى جاءوا المسلمين قالوا أمنا أى صدقنا حكم الله والمعنى وإذا قابلوا الذين صدقوا حكم الله قالوا صدقنا حكم الله ،وقوله "وإذا خلا بعضهم إلى بعض قالوا أتحدثونهم بما فتح الله عليكم ليحاجوكم به عند ربكم"يفسره قوله بسورة البقرة "وإذا خلوا إلى شياطينهم "فالبعض هو الشياطين أى الكفار الكبار الذين ينفردون بصغار الكفار فى مجالسهم وهم يقولون لهم هل تقولون للمسلمين الذى أوحاه الله لكم ليجادلوكم به لدى إلهكم؟وهذا يعنى أنهم يحذرون الصغار من أن يعرفوا المسلمين فتح الله عليهم وهو الوحى الذى أنزله الله على الرسل (ص)السابقين والسبب فى هذا التحذير هو أن لا يحاج المسلمون المنافقين فى الأخرة بهذا الوحى كدليل على صحة رسالتهم وهذا يدلنا على أن القوم يعتقدون أن الله لا يعلم كثيرا مما يعملون أى أنه إله جاهل سبحانه وتعالى عن ذلك والمعنى وإذا انفرد بعضهم مع بعض قالوا هل تخبرونهم بالذى أوحى الله لكم ليجادلوكم به عند خالقكم فى الأخرة ؟وقوله "أفلا تعقلون يفسره قوله بسورة الذاريات "أفلا تبصرون "فتعقلون هى تبصرون والمعنى هل لا تفهمون ؟والغرض من السؤال إخبار الصغار أنهم بقولهم الحق للمسلمين هم مجانين ومعنى الآية وإذا قابلوا الذين صدقوا حكم الله قالوا صدقنا حكم الله وإذا انفرد كبارهم مع صغارهم قالوا أتخبرونهم بالذى أوحى الله لكم ليجادلوكم به لدى إلهكم أفلا تفهمون ؟ونلاحظ هنا أن المخاطب ليس الذين أمنوا وليس المنافقين ولا شياطينهم لأن القول حكاية عما يحدث من الطرفين ومن ثم فالمخاطب هو النبى(ص) أو القارىء أو السامع بعد عصرهم للآية . "أو لا يعلمون أن الله يعلم ما يسرون وما يعلنون "يفسر الآية قوله بسورة النور"والله يعلم ما تبدون وما تكتمون "فالله يعلم ما يسرون أى ما يكتمون وما يعلنون أى ما يبدون والمعنى هل لا يعرفون أن الله يعرف الذى يخفون والذى يظهرون؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن المنافقين يعرفون حق المعرفة علم الله بكل شىء سواء أسر أم أعلن ،والمخاطب هنا هو نفسه المخاطب فى الآية السابقة. " ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى وإن هم إلا يظنون "قوله ومنهم أميون لا يعلمون الكتاب إلا أمانى "يفسره قوله بسورة البقرة "وقالوا لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى تلك أمانيهم "فالأميون يعلمون أن الوحى وهو الكتاب ليس سوى أمانى أى أقوال تدخلهم الجنة وحدهم والمعنى ومن أهل الكتاب كفار لا يعرفون الوحى إلا أقوال تدخلهم الجنة ،وقوله "وإن هم إلا يظنون"يفسره قوله بسورة الأنعام"وإن هم إلا يخرصون"فالظن هو الخرص والمعنى وإن القوم إلا يتمنون وهذا يعنى أن الأميين يتمنون دخول الجنة ولكنهم لن يدخلوها والمعنى ومن أهل الكتاب كفار لا يعرفون الوحى إلا أقوال تدخلهم الجنة وإن هم إلا يتمنون دخولها،والمخاطب هنا هو نفسه المخاطب فى الآية قبلها . "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون "قوله "فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله "يفسره قوله بسورة آل عمران"وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم بالكتاب لتحسبوه من الكتاب وما هو من الكتاب "وقوله بسورة المائدة "يحرفون الكلم من بعد مواضعه"فكتابة الكتاب هى لى الألسن بالكتاب حتى نحسبه كلام الله هى تحريف الكلام من بعد مواضعه والمعنى فالعذاب للذين يحرفون الوحى بكلامهم ثم يقولون هذا وحى الله ،وقوله "ليشتروا به ثمنا قليلا"يفسره قوله بسورة البقرة "أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة "فالثمن القليل هو الحياة الدنيا والمعنى ليأخذوا بتحريف الوحى متاعا قصيرا وهذا يبين لنا أن سبب تحريف القوم للوحى هو أن يحصلوا على المتاع الفانى متاع الدنيا ،وقوله "فويل لهم مما كسبت أيديهم "يفسره قوله بعده"وويل لهم مما يكسبون"فما كتبت الأيدى هو ما كسبت النفوس والمعنى فعذاب الله لهم بسبب ما عملت أنفسهم أى عقاب الله لهم بما يفعلون من السيئات ومعنى الآية فعذاب الله للذين يحرفون الوحى بكلامهم ثم يقولون هذا من لدى الله ليأخذوا بتحريفه متاعا فانيا فالعذاب لهم بما صنعت أنفسهم أى العقاب لهم بما يفعلون من السيئات ،والمخاطب هو نفسه المخاطب فى الآية قبلها . "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون "قوله "وقالوا لن تمسنا النار إلا أياما معدودة "يعنى وقال اليهود: لن يصيبنا العذاب سوى ليالى قليلة ،وهذا يعنى أنهم متأكدون من دخولهم النار ولكنهم يعتقدون أنهم سيبقون فى النار لمدة أيام قليلة ،وقوله "قل أتخذتم عند الله عهدا فلن يخلف الله عهده أم تقولون على الله ما لا تعلمون "يفسره قوله بسورة يونس"قل ألله أذن لكم أم على الله تفترون"فعهد الله هو إذنه وقول الذى لا يعلمون هو ما يفترون ولا هنا مثلها مثل لا فى قوله "لا أقسم بمواقع النجوم"بسورة الواقعة فهى حرف تأكيد والمعنى قل هل نزل لكم من لدى الله ميثاقا فلن ينقض الله ميثاقه أم تنسبون إلى الرب الذى تعرفون أنه باطل ؟والغرض من السؤال هو إخبارنا أن الله لم يعطى القوم عهد أى ميثاق أى فرض على نفسه أن يدخلهم النار لمدة قليلة ومن ثم فهم يتقولون على الله أى يفترون عليه الذى يعرفون أنه لم يقله فى أى وحى منزل والله لا يخلف الوعد أى لا ينقض حديثه ومعنى الآية وقالوا لن ندخل السعير سوى ليالى قليلة قل لهم يا محمد هل نزل لكم من لدى الله وحى بذلك فلن ينقض الله وحيه أم تفترون على الله الذى تعرفون أنه لم يوحيه ،والمخاطب هنا النبى(ص) . "بلى من كسب سيئة وأحاطت به خطيئته فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون "قوله "بلى من كسب سيئة "يفسره قوله بعده "وأحاطت به خطيئته"فكسب السيئة هو إحاطة الخطيئة بفاعلها ويفسره قوله بسورة النساء "ومن يكسب خطيئة أو إثما "وقوله بسورة النمل"ومن جاء بالسيئة "فكسب الخطيئة أى الإثم هو المجىء بالسيئة والمعنى الحقيقة من فعل كفرا أى حكمه ظلمه وقوله "فأولئك أصحاب النار"الذى يفسره قوله بسورة المائدة "أولئك أصحاب الجحيم "فالنار هى الجحيم أى العذاب والمعنى فأولئك أهل العذاب وقوله "هم فيها خالدون"الذى يفسره قوله بسورة طه"فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى "فالخلود هو عدم الموت والمعنى هم فيها باقون ومعنى الآية الحقيقية من صنع كفرا أى حكم نفسه ظلمه فأولئك سكان الجحيم هم فيها ماكثون،والمخاطب هنا هو النبى(ص) . "والذين أمنوا وعملوا الصالحات أولئك أصحاب الجنة هم فيها خالدون "يفسر الآية قوله بسورة الكهف"وأما من أمن وعمل صالحا فله جزاء الحسنى "وقوله "ماكثين فيها أبدا"فالجنة فى البقرة هى الحسنى فى الكهف والخلود فى البقرة هو المكوث فيها للأبد والمعنى والذين صدقوا بوحى الله وفعلوا الحسنات أولئك سكان النعيم هم فيه ماكثون أبدا ،والمخاطب هو النبى(ص). "وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله وبالوالدين إحسانا وبذى القربى واليتامى والمساكين وقولوا للناس حسنا وأقيموا الصلاة وأتوا الزكاة ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون"قوله "وإذ أخذنا ميثاق بنى إسرائيل لا تعبدون إلا الله"يفسره قوله بسورة البقرة "يا بنى إسرائيل اذكروا نعمتى التى أنعمت عليكم "فالميثاق هو نعمة الله التى هى وجوب عبادة الله والمعنى وقد فرضنا على أولاد يعقوب العهد لا تطيعون إلا حكم الله وهذا يعنى أن الله فرض على القوم عبادته وهى طاعة حكمه المنزل عليهم ،وقوله "وبالوالدين إحسانا وذى القربى واليتامى والمساكين"يعنى ومن عبادة الله وبالأبوين برا وبأصحاب القرابة وفاقدى الأباء والمحتاجين وهذا معناه أن الله أمر القوم أن يتعاملوا مع الأباء والأمهات والأقارب ومن مات أباؤهم والمحتاجين للمال بالإحسان وهو البر أى العدل والمراد ما أمر الله به بهم فى الوحى وقوله "وقولوا للناس حسنا "يفسره قوله بسورة الأحزاب "وقولوا قولا سديدا "فالحسن هو السديد وهو حكم الله مصداق لقوله بسورة الأنعام"ومن أحسن من الله حكما "وقوله "وأقيموا الصلاة "يفسره قوله بعده"وآتوا الزكاة " فإقامة الصلاة هى إيتاء الزكاة هى إقامة الدين مصداق لقوله بسورة الشورى "أن أقيموا الدين "والمعنى وأطيعوا الإسلام أى اعملوا الحق وقوله "ثم توليتم إلا قليلا منكم وأنتم معرضون "يفسره قوله بسورة البقرة "فقليلا ما يؤمنون"وقوله بسورة الأنبياء"بل هم عن ذكر ربهم معرضون" فالتولى هو عدم الإيمان والإعراض يكون عن ذكر الله أى حكم الله والمعنى ثم عصيتم إلا عددا قليلا منكم وأنتم مكذبون به وهذا يعنى أن عدد كبير من القوم تولوا أى عصوا حكم الله وقد عصوه وهم معرضون أى مكذبون به وأما القليل فهم الذين أطاعوا حكم الله ومعنى الآية وقد فرضنا عهد أولاد يعقوب لا تطيعون سوى حكم الله ومنه بالأبوين معروفا وبأهل القرابة وفاقدى الأباء والمحتاجين وتحدثوا مع الخلق حديثا سديدا وأطيعوا الدين أى اتبعوا الحق ثم عصيتم إلا عدد قليل منكم وأنتم مكذبون بالدين ،ونلاحظ أن أن أول الآية هو خطاب موجه للنبى(ص)والمؤمنين حيث يقص عليهم بعض أخبار بنى إسرائيل وأما قوله ثم توليتم حتى أخر الآية فهو خطاب موجه للكفار مما يعنى أن هذا القول جزء من آية تم حذف أولها وأبقى أخرها والملاحظ من الآية التالية أن المحذوف كان حكاية عما حدث من بنى إسرائيل فى أمر ما والله أعلم . "وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم ولا تخرجون أنفسكم من دياركم ثم أقررتم وأنتم تشهدون "قوله "وإذ أخذنا ميثاقكم لا تسفكون دماءكم "يفسره قوله بسورة المائدة "من أجل ذلك كتبنا على بنى إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا "فتحريم سفك الدماء هو تحريم قتل النفس دون قتلها لنفس أو فسادها والمعنى وقد فرضنا فى وحيكم لا تقتلون بعضكم ،وقوله "ولا تخرجون أنفسكم من دياركم "يفسره قوله بسورة البقرة "وهو محرم عليكم إخراجهم"فالله حرم إخراج القوم بعضهم البعض من ديارهم والمعنى ولا تطردون بعضكم البعض من بيوتكم وهذا معناه أن الله حرم على القوم إخراج أنفسهم أى طرد بعضهم البعض من ديارهم بأنفسهم أو عن طريق مساعدة الغير عليهم وقوله "ثم أقررتم وأنتم تشهدون"يعنى ثم اعترفتم وأنتم ترون وهذا معناه أن القوم أقروا أى اعترفوا بوجوب طاعتهم للوحى وهم يشهدون أى يرون الجبل فوقهم والله يفرضه عليهم ومعنى الآية وقد فرضنا فى وحيكم لا تقتلون بعضكم ولا تطردون بعضكم البعض من بلادكم ثم اعترفتم به وأنتم ترون الجبل فوقكم،والآية هى خطاب للمؤمنين حكاية عما حدث من بنى إسرائيل فى عصور سابقة ومثلها ما بعدها . "ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون "قوله"ثم أنتم هؤلاء تقتلون أنفسكم "يفسره قوله بسورة آل عمران "ويقتلون النبيين بغير حق ويقتلون الذين يأمرون بالقسط من الناس"فقتل الأنفس هو قتلهم الأنبياء والآمرين بالعدل من الناس وغيرهم والمعنى ثم أنتم هؤلاء تذبحون بعض منكم ،وقوله "وتخرجون فريقا منكم من ديارهم تظاهرون عليهم بالإثم والعدوان "يعنى وتطردون جمعا منكم من بيوتهم تساعدون على طردهم بالسيئة أى بالكفر ،يبين الله للقوم أنهم طردوا بعض منهم من ديارهم عن طريق المظاهرة عليهم أى مساعدة الأقوام الأخرى على طردهم وهذه المساعدة بالإثم أى العدوان والمراد من الكفر ،وقوله "وإن يأتوكم أسارى تفادوهم وهو محرم عليكم إخراجهم "يعنى وإن يجيئكم خبر أنهم أسرى حرب تفكوا أسرهم بالمال وهو ممنوع عليكم طردهم ،يبين الله للقوم أنهم من مكرهم إذا أتاهم خبر أن أقاربهم أسرى حرب لدى الأقوام الأخرى يعملون على فك أسرهم بالمال والسبب هو أنهم يريدون أن يظهروا لأقاربهم أنهم أصحاب فضل عليهم رغم أن الله حرم طرد القوم لبعضهم بأى وسيلة ،وقوله "أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"يعنى هل تصدقون ببعض الوحى وتكذبون ببعض؟والغرض من السؤال هو إخبار القوم أنهم يطيعون بعض الوحى وهو وجوب فك أسر إخوتهم ويعصون البعض الأخر وهو عدم طرد إخوتهم ومن ثم فهم كفرة وقوله "فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى فى الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب "يفسره قوله بسورة البقرة "لهم فى الدنيا خزى ولهم فى الأخرة عذاب عظيم "فيوم القيامة هو الأخرة وأشد العذاب هو العذاب العظيم والمعنى فما عقاب من يعمل هذا منكم إلا ذل فى الحياة الأولى ويوم البعث يدخلون أعظم العقاب،يبين الله للقوم أن من يطيع بعض الوحى ويعصى البعض الأخر عقابه فى الدنيا هو الخزى أى الذل وهو الهوان وهو عقاب المفسد المحارب لله وفى الأخرة يكون عقابه دخول النار وقوله "وما الله بغافل عما تعملون "يعنى وما الله بساهى عما تفعلون ،والمراد أن الله يخبرهم أنه يعرف كل ما يفعلون فى دنياهم ،ومعنى الآية ثم أنتم هؤلاء تذبحون بعضا منكم وتطردون بعضا منكم من بلادهم تساعدون عليهم من الكفر أى السوء وإن يجيئكم خبر أنهم أسرى حرب تفكوهم بالمال وهو ممنوع عليكم طردهم ،هل تصدقون ببعض الوحى وتكذبون بالبعض الأخر ؟فما عقاب من يصنع هذا منكم سوى ذل فى المعيشة الأولى ويوم البعث يدخلون فى أسوأ العقاب،وما الله بساهى عن الذى تصنعون . "أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون "قوله "أولئك الذين اشتروا الحياة الدنيا بالأخرة "يفسره قوله بسورة البقرة "أولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدى "وقوله بسورة آل عمران "إن الذين اشتروا الكفر بالإيمان"فالحياة الدنيا هى الضلالة هى الكفر والأخرة هى جزاء الهدى هى جزاء الإيمان والمعنى أولئك الذين أخذوا متاع الحياة الأولى وتركوا متاع القيامة ،وقوله "فلا يخفف عنهم العذاب ولا هم ينصرون "يفسره قوله بسورة آل عمران "ولا هم ينظرون "فعدم النصر هو عدم النظر أى عدم الرحمة والمعنى فلا يرفع عنهم العقاب أى ليسوا يرحمون ومعنى الآية أولئك الذين أخذوا متاع المعيشة الأولى وتركوا متاع القيامة فلا يمنع عنهم العقاب أى ليسوا يرحمون .
| |
|